يتغير موضوع التبليغ حسب إحتياجات المخاطب. قد يكون فى مسائل إيمانية أو سياسية أو فى مسائل الدولة أو مسائل الآيات القرآنية و ما ياتى من الأوامر و النواهى. خلاصة قد يكون أى مسئلة من مسائل دين الإسلام. ولكن يمكننا أن نجمع هذه المسائل متعددة و منتشرة فى مسئلة واحدة؛ و هى " التوحيد".

التوحيد، أى؛ وحدانية الله تعالى و إقرار بوحدانيته تعالى. توحيد الله تعالى فى ذاته و صفاته و أفعاله و إقرار بأن لا شبيه له تعالى و لا مثيل له.

التوحيد، أى؛ القبول و التصديق و الإعلان بالحق و صلاحية الربوبية بأكملها و بلا ترك أى ترددات و شبهات.

التوحيد، أى؛ التعين و التثبيت و القبول و التصديق لوظيفة العبودية و صلاحيتها و حقها و حدودها و مقامها و موقعها.

التوحيد، أى؛ القبول و التصديق و الإعلان بأن الربّ متصف بالكمال و منزه عن كل نقص و عجز بمعنى مطلق، بينما العبد مليء بالنواقص و العجز و الإحتياجات.

التوحيد، أى؛ القبول و التصديق و الإعلان بأن الأمر و الحكم فى العالم و الكون مخصوص لله تعالى، و بأنه تعالى هو الذى صاحب القول الوحيد فى حياة البشر و موته و هو الذى واضع القانون و التعليمات و المراقبة و أخيرا هو الذى يحاسب.

التوحيد، أى؛ أن يعرف العبد عبوديته و أن يتصرف فى أقواله و أفعاله و حركاته و فى أعماله الدنيوية و الأخروية كعبد و أن يطيع ربّه و يستسلم له.

التوحيد، أى؛ " الحاكمية لله تعالى بلا قيد و شرط فقط." و أن يقبل و يصدق ذلك الحقيقة و يحترم قوانين الشريعة التى نزله الله تعالى.

التوحيد، أى؛ أن يقبل و يصدق بأنه لم يأتى إلى الدنيا ليعمل و يضع و يصدر القوانين بل أتى لتطبيق ما أرسله و نزله ربّ العالمين من القوانين و أن يقبل و يصدق بأنه جاء لتطبيق و إجراء ذلك القوانين بلا أى نقص و بلا أى زيادة فى حياة الدولة و السياسة و المعاملات و العبادات و الإعتقادات.

التوحيد، أى؛ أن لا يعترف بأى واضع للقوانين غير الله تعالى و أن لا يقبل أى نظام ولا القانون الأساسى و ينكر ذلك القوانين و يردهم.

مقابل التوحيد شرك ( وثنية):

يوجد الشرك فى مكان الذى لا يوجد فيه التوحيد، كذلك يوجد الوثنية و الكفر.

"الشرك" أى؛ إشتراك الآخرين فى واحد أو أكثر من الحقوق و الصفات مخصوص لله تعالى أو تقسيم ذلك الحقوق و الصفات للآخرين.

"الشرك" أى؛ إختلاط عبد مع ربّ، و أخذ العبد من مقام العبودية وجعله فى مقام الربوبية و رؤية سلطة إصدار القوانين فيه و القول بأن؛ " الحاكمية للشعب بلا قيد وشرط".

إيضاحات:

يجب أن نقف على ذلك الموضوع قليلا مرة أخرى لأن واحد من ذلك النقاط التى يسبب تزحلق أقدام الناس  أيامنا هذا إلى الكفر و وقوعهم فيه.

صفة الخلق مخصوص لله تعالى؛

صفة الإحياء مخصوص لله تعالى؛

صفة الرازق مخصوص لله تعالى؛

صفة العلم بكل شيء و البصر الكلى و السمع الكلى مخصوص لله تعالى؛

صفة القدرة على كل شيء مخصوص لله تعالى؛

صفة المالك على كلى شيء مخصوص لله تعالى؛

مالكيته تعالى للعالم والكون صفة له تعالى وحق له.

خَلقه تعالى الكون و جعله فى نظام صفة له تعالى وحق له.

صفة خلق الإنسان و صفة وضع القوانين فى تكوين جسمه و صفة تشغيله بنظام مخصوص لله تعالى.

معرفة خصوصيات جميع المواد إلى أدق نقاط مخصوص لله تعالى.

معرفة خصوصيات الجميع إلى أدق تفرعات مخصوص لله تعالى؛

كذلك معريفة جميع حقوق الدول و الشعوب و الجمعيات و الأفراد مخصوص لله تعالى. مثال: هو الله الذى يعرف فيما يتعلق من العلاقات الحقوقية و الصلاحيات و الواجبات إلى أدق نقاطها التى يوجد بين الزوج و الزوجة و التلمذ و المدرس و العامل و صاحب العمل و الآمر و المأمور و الخليفة و المواطن. إذاً؛ تنظيم ذلك الأمور و بيان الحق و الحقوق لهؤلاء و خصوص تبليغها فى شكل قانوني يجب أن يكون مخصوصا لله تعالى أيضاً، ذلك حقه تعالى و مخصوص له و ضرورة لابد منه لألوهيته تعالى و ربوبيته. لن يرى أى إنسان و أو مخلوق شريكا أو مثيلا لله تعالى فى أحد من هذه الصفات و الحقوق. لكى يرى أحد لابد منه أن يكون ذلك شريكا رباً و إلهاً، أليس كذلك؟ هل يمكن ذلك؟ أبداً! إذاً؛ الربوبية و الألوهية و إستحقاق العبادة و بيان و إعلان الحق و الحقوق و وضع القوانين و تبليغها مخصوص لله تعالى و حق له. و إعطاء ذلك الحقوق و الصفات كلها أو بعضها لأحد غير الله أو إعتقاد وجود ذلك الحقوق و الصفات عند غيرالله شرك. هذا هو الشرك!

الآن إنطلاقا من هذه النقطة؛ لو قال أحد؛ "خلقنى فلان أو يرزقنى ربانى فلان و أطعمنى أو فلان عالم بكل شيء و قادر عليه و مستحق للعبادة و أنا أعبده أو يقول جميع العباداة لله تعالى ولكن أصلى صلاة من أجل فلان فقط" ماذا يكون لو قال بهذه الأقوال؟ يشرك و يكفر! أليس كذلك؟ لماذا؟ لأنه ذهب منه عقيدة التوحيد. و كذلك إن قال "يرانى و يعرفنى فلان فى كل زمان ومكان" يشرك و يكفر! لماذا؟ لأنه ذهب منه "التوحيد".

مع ذلك كلها ماذا يكون؟ إن قال أحد من المسلمين "الحاكمية بلا قيد و شرط للفلان أو للشعب" و يقول "شخص فلان أو شعب فلان  يملك حق إصدار القوانين و صلاحيتها" قد يقع فى الشرك و يشرك و يكفر. لأنه لم يبقى عنده أى شيء من التوحيد. و كذلك ماذا يكون و ماذا يفعل؟ إن قام أحد و أحل ما حرمه الله تعالى و حرم ما أحله الله تعالى. قد أعلنه إلهاً و رباً. سواء كان أعلن ذلك الحقيقة أو لم يعلن أو كتمه لا يتغير الحكم. و من رضى بذلك الفعل قد جعل صاحب الفعل إلهاً و رباً له و هكذا أصبحوا الوثنية.

و لابد لكل مسلم أن يعرف و يعتقد أمام ذلك الأشياء كلها؛ فقد كفر من رفع القرآن الكريم ومنع من أن يكون قانونا أساسيا و الشريعة من أن يكون الدولة و من جميع مؤسساتها و ياتى بدل ذلك قانون لهذا أو لذاك أو مبادء لهذا أو لذاك، كفر. قد وقع فى الشرك و لم يبقى عنده التوحيد بعد الآن.

بعد ذلك لا يفيده ولا ينقذه قوله "لا إله إلا الله" ولو يقوله ألف مرة و لا صلاته  و لا عباداته أخرى. كما ينجس قطرة من النجاسة مرجلا من الماء، كذلك إذا دخل فى مرجل عقيدة التوحيد قطرة من الشرك يفسد الباقى. لا خير منه بعد ذلك ولا يبقى الإيمان. ولا يقبل الله تعالى إيمان مثل هذا. و ما قاله رسول الله صلىالله عليه وسلم من حديث قدسى أحسن تعبير لذلك الحقيقة؛ " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيرى تركته و شركه."

كذا؛ حديث رسول الله صلىالله عليه وسلم "من قال لاإله إلا الله دخل الجنة" يشير إلى أهمية التوحيد بكل ما يشمل من المعانى. أى الإيمان بجميع الحقوق و الصفاة الله تعالى. و لم يرض للتدخل و التجاوز إلى هذه الحقوق و الصفاة لامن أحد أو من نفسه أبداً.

يقبل و يصدق عبوديته و بأنه عبد مأمور لم يأت إلى الدنيا لإصدار القوانين بينما أتى إلى الدنيا ليعيش وفق القوانين التى ارسله ربّه تعالى. و يستسلم برضاء تام و بكل ما يملك. فى الحقيقة هذا هو معنى الحقيقى للعبادة و العبودية.

العبادة:

هنا لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة و هى "العبادات" و المعنى الذى أفاده كلمة العبادة و ساحة شمول للعبادات. ليست العبادات ما ذكر فى شروط الإ&#

Yorumlar (0)